بلوتو، هذا الاسم الذي كان يوحي لنا بكونه أحد كواكب المجموعة الشمسية التسعة، أصبح اليوم يحمل لقبًا جديدًا هو “كوكب قزم”. ولكن ما الذي جعل بلوتو يفقد مكانته ككوكب؟ وما هي الحقائق المثيرة للاهتمام حول هذا الجرم السماوي البعيد؟ دعونا نستكشف سويًا عالم بلوتو.
لماذا لم يعد بلوتو كوكبًا؟
في عام 2006، قرر الاتحاد الفلكي الدولي إعادة تصنيف بلوتو، فبدلاً من كونه كوكبًا، أصبح يصنف ضمن فئة جديدة تسمى “أجسام حزام كايبر”. جاء هذا القرار بعد اكتشاف أجرام سماوية أخرى مشابهة لبلوتو في المنطقة نفسها، مما أثار تساؤلات حول المعايير التي تحدد الكوكب.
لتصنيف أي جرم سماوي على أنه كوكب، يجب أن يستوفي ثلاثة شروط:
- أن يدور حول الشمس.
- أن يكون له كتلة كافية لجاذبيته الذاتية لتتغلب على قوى الجسم الصلب بحيث يتخذ شكلاً كرويًا تقريبًا.
- أن يكون قد طهر مداره من أي أجسام أخرى.
بلوتو استطاع أن يستوفي الشرطين الأولين، ولكن فشل في الشرط الثالث، حيث يتشارك مداره مع العديد من الأجسام الجليدية في حزام كايبر.
حقائق مثيرة عن بلوتو:
- البعد عن الشمس: يدور بلوتو حول الشمس في مدار بيضاوي الشكل للغاية، مما يجعله يتقرب منها أحيانًا ثم يبتعد عنها مسافات شاسعة.
- الحجم الصغير: بلوتو أصغر بكثير من الكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية، حتى أنه أصغر من بعض أقمار الكواكب العملاقة.
- الغلاف الجوي: على الرغم من بعده الشديد عن الشمس وبرودة سطحه، إلا أن بلوتو يمتلك غلافًا جويًا رقيقًا يتكون بشكل أساسي من النيتروجين والميثان.
- الأقمار: يمتلك بلوتو خمسة أقمار معروفة، أكبرها هو شارون، الذي يبلغ حجمه حوالي نصف حجم بلوتو.
- المهمة الفضائية “نيو هورايزونز”: في عام 2015، وصلت المركبة الفضائية “نيو هورايزونز” إلى بلوتو وأرسلت لنا أول صور واضحة لسطحه، مما كشف عن عالم متنوع ومعقد.
أسرار لا تزال تخفيها بلوتو:
- المحيط تحت السطح: تشير بعض الدراسات إلى وجود محيط من الماء السائل تحت سطح بلوتو الجليدي.
- نشاط جيولوجي: كشفت صور “نيو هورايزونز” عن وجود جبال جليدية شابة نسبياً، مما يشير إلى أن بلوتو لا يزال نشطًا جيولوجيًا.
- أصل حزام كايبر: يعتبر بلوتو أحد أكبر الأجسام في حزام كايبر، مما يجعله مفتاحًا لفهم أصل وتكوين هذا الحزام.
لماذا يهتم العلماء ببلوتو؟
دراسة بلوتو تساعدنا على فهم تكوين النظام الشمسي وتطوره. كما أنها تساعدنا على فهم المزيد عن الأجسام الجليدية الموجودة في أطراف النظام الشمسي، والتي قد تحمل أدلة على أصول الحياة.
ختامًا: بلوتو، على الرغم من فقدانه لقب “الكوكب”، لا يزال يحظى باهتمام كبير من قبل العلماء والجمهور على حد سواء. فهو عالم غامض وجميل يحمل في طياته الكثير من الأسرار التي ننتظر الكشف عنها في المستقبل.